مواقف وعبر (33): عفَّ فعفَّت الرّعيّةُ!!
تحتاج الشعوب إلى الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة، فالتعليم والتعلّم بالقدوة أو الأسوة من أفضل الوسائل التربوية الفعالة والناجحة.
[…]
تحتاج الشعوب إلى الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة، فالتعليم والتعلّم بالقدوة أو الأسوة من أفضل الوسائل التربوية الفعالة والناجحة.
[…]
لم تستطع القوة الحربية الرومانية أن تحمي حصونها من قوة المسلمين في فتح مصر واستطاعت حمامة أن تحمي الفسطاط وتحول دون هدمه أو نقله من مكانه، إنها القوة التي أعطاها الإسلام لهذا الطائر الضعيف وفراخه والاستجابة التي طبقها قائد المسلمين، إنها معجزة من معجزات الإسلام الخالدة في حفظ حقوق الحيوان والنبات والجماد علاوة على حفظهم لحقوق المخلوق المكرم -الإنسان- تلك الحقوق التي لم تحفظها جيوش الغرب الغازية وحمتها جيوش الإسلام الفاتحة والموقف التالي يبرهن على ذلك.
[…]
كان من الجيوش الإسلامية التي غادرت المدينة المنورة لحرب الروم جيش يزيد بن أبي سفيان فكان مما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليزيد:
إني قد وليتك لأبلوك وأُخَرَّجك، فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك، وإن أسأت عزلتك، فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك، وإن أولى الناس بالله أشدهم توليًا له، واقرب الناس من الله أشدهم تقربًا إليه.
[…]
النقد العلمي والحوار العلمي فن رفيع لا ينبغي الإقدام عليه إلاّ من المتقدمين في العلم، لأن الناقد يتعرض بفكره وعلمه ونقده لفكر الآخرين لنصر قضايا وإبطال أخرى، فإذا لم يكن متمكنًا في العلم وأسلوب الحوار فشل في أداء المهمة وأحدث آثارًا سيئة في الحياة العلمية وتسبب في فتنة بين المتنازعين، ولكنه إذا كان متمكنًا في العلم مخلصًا في مقصده وأحسن العرض في نصر القضية التي يريد نجاحها فإنه يسهم في تصحيح المفاهيم وتقويم القضية، ومن أهم مجالات النقد العلمي المناظرات فهي مواجهة صريحة أمام الملأ فلا يمكن معها استغفال العقول ولا تلبيس الحق بالباطل. (التاريخ الإسلامي مواقف وعبر، مرجع سابق، ج: 18. ص: 467).
[…]
يقولون: العدل أساس الملك، فمن أقام سلطان العدل أقام الله سلطانه وحفظ ملكه وأدامه، ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله في الحسبة: يروى أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظاملة ولو كانت مؤمنة، فلما أقام نور الدين محمود؛ العدل وأنشأ دار العدل وطبق العدل على نفسه والتابعين لإدارته نصره الله تعالى على الصليبيين، ومن أعماله الجهادية تلك الحملة التأديبية التي قام بها لتأديب الفرنج لما استولوا على مركبين تجاريين للمسلمين، فقام بحملة واسعة فيما تبقى من أملاكهم حتى خضعوا وسلّموا ما أخذوا بذلة وصغار كما قال ابن الأثير في (الكامل 113/9).
[…]
كم من حكام حكموا ديارهم عشرات السنين تسلموها دائنة وتركوها مدينة، نشروا الفساد والجهل والمرض، لم يجد الجاهل مدرسة معتبرة يتعلم فيها، وافتقد الفقير إلى مصحة يتعالج فيها، زرع الفساد في البلاد كما تزرع الحبوب في الحقول، وأنبت النفاق في أيامه كما ينبت العشب الضار وسط الحقول المهملة، هذا نمط خرج من الدنيا وقد حمل أطنانًا من الذنوب على عاتقه.
[…]
ما أحوج المسلمين اليوم إلى متنفذين وقيادات أذكياء، وخاصة أن معركة المسلمين مع أعدائهم أصبحت في هذا الزمان تعتمد في أكثر مراحلها على التفوق العلمي والفكري، ولطالما استفاد القادة المسلمون من العباقرة في تذليل الصعوبات وحل المشكلات وإخضاع الأعداء للخطط التي يريدونها، ولطالما جنبوا أمتهم تضحيات كبيرة في الأنفس والأموال بسلوك الخطط التي يرسمها الأذكياء أهل العلم والخبرة الميدانية.
[…]
من الخطط الخبيثة لعزل المسلمين عن الإسلام أن تغيب مفاهيمه الصحيحة، وثوابته الفاعلة، وأن يبتعد المسلمون عن فعالية الدين من دون أن يشعروا، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الوقوع في هذا المنزلق الخطير […]