أولا: السعادة في البيمارستانات الإسلامية!!
لا يعرف معظم المسلمين عن تاريخهم إلا الصراع على الحكم بين الحكام، والاقتتال، وسقوط دولة وصعود أخرى، وهكذا التاريخ الإسلامي عبارة عن مرجل أو جهاز تعقيم بالضغط والحرارة (أوتوكلاف) يغلى فيه التاريخ الإسلامي ويعقم من عناصر الحضارة الإنسانية،

تلك الحضارة التي رحمت الحيوان فدخلت امرأة النار في هرة (قطة) حبستها ولم تطعمها وتسقيها، ودخلت البغي الجنة في كلب سقته من العطش، ودخل رجل الجنة لإزالة غصن شوك من الطريق.
حضارة أوقفت الوقف على التنفيس عن المرضى والترويح عنهم وإسعادهم، وحمت الخدم في البيوت بوقف السلطانية لتعويض الخادم عن الآنية التي كسرها.
ومن الكتب التي أسعدتني وأعتز بوجودها في مكتبتي كتاب تاريخ البيمارستانات (المصحات أو المستشفيات) في الإسلام للدكتور أحمد عيسى بك.
جاء في مقدمة الطبعة الأولى: هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء مغتبطين ببيان رائع لعظمة التمدن الإسلامي وما حفل به من أمجاد بذل في سبيله من جهاد حتى أظلت رايته البلاد وسعد بخيره العباد.
وحوى الكتاب نشأة البيمارستانات ونظامها وأطباءها وأرزاقها، وأنواع البيمارستانات ومنها البيمارستان المحمول، ونظام المعالجة في البيمارستان، والدروس الطبية، والبيمارستانات في الحضارة الإسلامية والأوقاف التي أوقفت عليها مثل بيمارستان جند بسابور، وبيمارستانات مصر، وبيمارستان زقاق القناديل، والمعافر، والقشاشين، والناصري، والصلاحي، والإسكندرية والمنصوري.
وبيمارستانات بغداد والجزيرة. وقد وصف المؤلف البيمارستانات بطريقة دقيقة، وذكر أسماء الأطباء ونظام العمل والتداوي والصرف على المرضى وأنواع الطعام، والأقسام والتخصص، وهذه البيمارستانات مفخرة حضارية إنسانية لا يعلم عنها كثير من المسلمين شيئا هذه الأيام، وقد عرضنا عليكم رسالة نادرة من مريض فرنسي وصف فيها المستشفى الإسلامي بقرطبة وصفا رائعا يضاهي أفخم وأشهر المستشفيات في الدول المتقدمة في العصر الحديث.

ثانيا: سعيد بإعجاز النبات
بدأت رحلتي مع الإعجاز النباتي في القرآن الكريم بعد حصولي على درجة دكتور الفلسفة في العلوم، حيث رأيت أن من واجبي خدمة الإسلام بشرح الإشارات العلمية في الجانب النباتي في القرآن الكريم، نقلت رغبتي للدكتور محمد عبدالتواب من جامعة الأزهر والذي كنت أصلي خلفه في المسجد الذي أخطب فيه الجمعة مرة واحدة في الشهر بالتناوب معه ومع آخرين، رحب بالفكرة تماما وقال لي: ما دخل إنسان بنية خالصة وعلم على الآيات القرآنية بغرض شرحها إلا وفقه الله تعالى، بدأت أقرأ المصحف آية آية، وكلما مررت بآية تتكلم في النبات أو ما يتعلق بالتربة كتبت الآية ورقمها، في البداية تجمع لدي عدد قليل من الآيات حسب علمي وفهمي، شرعت في الكتابة مع الاستمرار في القراءة والسماع والتدبر لآيات القرآن، وضعت لنفسي منهاجا في التفسير أن أفسر الحقائق القرآنية بالحقائق العلمية، الالتزام بالمعنى اللغوي للكلمات، البعد عن النظريات العلمية والتعسف في التفسير، عدم الخروج عن فهم المفسرين للآيات، ألفت كتابي إعجاز النبات في القرآن الكريم وتم نشره عن طريق مكتبة النور، لاقى الكتاب استحسانا، وخاصة أنه طبع في أوراق ممتازة ويحتوي العديد من الصور الملونة وصمم الغلاف الدكتور يحيى عبده الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، والذي رحب لإعجابه بكتاباتي السابقة، عندما أعرت إلى البحرين عرضت تفسيري في ندوة بالجمعية الإسلامية في المحرق حضر الأستاذ عبدالوهاب عطا في المرة الثانية طلب مني عقد لقاءات رمضانية في إعجاز النبات في تلفزيون البحرين، بدأت في تحسين إعداد الموضوعات، طلب مني نشر الموضوعات في جريدة الأيام ثم في جريدة أخبار الخليج ثم في جريدة الخليج، طبعت كتابي آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات، سجلت حلقات إذاعية في الموضوع وحلقات إذاعية بالتليفون لإذاعة نابلس في فلسطين، أعددت كتاب عبودية النبات لرب الكائنات بالاشتراك مع الدكتور فريد التوني، ثم أعددت كتاب آيات معجزات في الشكل الظاهري للبنات، وسجلت الموضوعات في قناة الزراعة الفضائية السعودية، وشاهد الأهل والأحبة الحلقات في بلدتنا، واطلعت على موقع الموسوعة العلمية للإعجاز العلمي، وقرأت بعض الموضوعات منقولة من كتابي الأول، واتصلت بالموقع وأخبرتهم أن عندي موضوعات أخرى؛ فرح مدير الموقع وقال: نحن كنا نبحث عن مكانك وتليفونك، فأرسلت إليه الموضوعات، فنشرها وفرح بها وزودها بالأشكال والصور الجميلة والحديثة، اتصل بي الأستاذ الدكتور كارم غنيم استاذ علم الحيوان بكلية العلوم جامعة الأزهر وتعاونَّا معًا في مجال الإعجاز العلمي، رأيت ما كتبته منقولا في العديد من الكتب والموسوعات، سعدت سعادة بالغة، وحمدت الله أن وفقني لقراءة آيات الإشارات العلمية في مجال تخصصي الدقيق، ألفت كتيبا عن طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم والسنة، وكتاب مواقف تربوية من القرآن الكريم والسنة النبوية، والحمد لله صاحب الفضل والمنة، ألفت كتاب معجزات حيوية علمية ميسرة ونشرته دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، وأسعد الله حياتي بهذه النعم في مجال التفسير التخصصي لآيات القرآن الكريم والحمد لله رب العالمين.

نشرت هذه المقالة في جريدة أخبار الخليج – الملحق الإسلامي – العدد : ١٣٨٦٠ – الجمعة ٤ مارس ٢٠١٦ م، الموافق ٢٤ جمادى الأولى ١٤٣٧ هـ