طلب مني الإخوة في مجلس بوخوة في البحرين إلقاء محاضرة عن الدولة المدنية في الإسلام ، فقمت يوم الأربعاء 5/5/2010م بالقاء المحاضرة والتي غطتها جريدة الوطن يوم الجمعة 21 مايو 2010م تغطية صحفية مميزة

وبعد حضور محاضرة عن العَلْمانيَّة في مجلس الدوي ، ومحاضرة عن الليبرالية ، ومحاضرة عن الديمقراطية في نفس المجلس طلب مني القائمون على أمر المجلس أن أعلق على المحاضرتين الخاصتين بالعَلْمانية والليبرالية , فرأيت أن أطور محاضرة الدولة المدنية في الإسلام وأجعلها رداً مثمراً بالمقارنة بين الدول: الدينية والعَلمانية والمدنية  ، وقد لاقت المحاضرة قبولاً واستحساناً من بعض العَلْمانيين الحاضرين ومن كل الحاضرين غيرهم ولم يجد البعض من الشيوعيين رداً سوى قولهم أنكم تعيشون في الماضي ، فعلمت أن الله سبحانه وتعالى قد وفقني بدرجة كبرى في عرض القضية ، لذلك رأيت أن أعرض في هذا الموضوع الخطوط العريضة والنقاط الرئيسة التي ناقشتها في المحاضرة .

في البداية بينت أن عناصر الدولة هي :

_ الإقليم محدد المعالم والحدود.

_الشعب الذي يعيش في الإقليم.

_الدستور الذي يحكم الدولة والقانون المتوافق مع الدستور.

_الحاكم الذي يحكم الدولة.

_ الحكومة التي تنفذ سياسة الدولة والقانون.

وتنقسم الدول من حيث الدستور والقانون ونظام الحكم إلى:

 _دولة دينية.

 _دولة عسكرية.

 _دولة مدنية.

وتنقسم الدول المدنية إلى:

_    دولة مدنية عَلْمانية (بفتح العين).

_ دولة مدنية إسلامية.

-مايهمنا في هذا المقام أن نبين أهم خصائص كل من:

-الدولة الدينية.

-الدولة المدنية العَلْمانية (بفتح العين).

-الدولة المدنية الإسلامية.

أولاً : الدولة الدينية:

من أهم خصائص الدولة الدينية أن الحاكم يحكم بالتفويض الإلهي كما هو الحال في الدولة الفرعونية حيث قال فرعون: ]مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ[ غافر (29)

وقال فرعون أيضاً: ]أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي[ الزخرف (51)

-في الدولة الدينية لا نقاش ولا حوار ولا حقوق للرعية كما فعل فرعون مع سحرته عندما آمنوا فقال لهم في قوله تعالى : ]قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ[ الشعراء (49) حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح وإذن من حاكم الدولة الدينية.

-المواطن في الدولة الدينية يتبع رجل الدين ويعبده تشريعاً كما بين الله تعالى في قوله: ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ[ التوبة (31).

قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنهم لم يعبدوهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   : (بلى إنهم حرَّموا عليهم الحلالَ ، وأحلوا لهم الحراَم فاتبوعهم فذلك عبادتهم إياهم )

– فإتباع تشريع رجال الدين والرهبان في غير ما أنزل الله نوع من العبادة كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم.

– الدولة الدينية لا تتسع لغير أهل دين الدولة وملتها ومذهبها كما حدث في إسبانيا عند طردهم لليهود وللمسلمين حتى بعد ما  تنصر بعض المسلمين (المواركة ) , وكذلك إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم من فلسطين وإعلان يهودية الدولة ، وكذلك إبادة بعض الدولة للمغايرين لهم في المذهب وتهميشهم والتضيق عليهم ومحاولة إدخالهم في مذهب الدولة قسراً كما هو الحال الآن في العراق ومع عرب الأحواز في إيران .

– الدولة الدينية بهذا المفهوم الكنسي الصليبي الصهيوني الصفوي وغيره مرفوضة إسلامياً والأدلة على ذلك كثيرة وسيتضح بعضها عند الحديث عن الدولة المدنية في الإسلام.

ثانياً: الدولة العَلمانية ( بفتح العين) :

– في الدولة المدنية العلمانية (بفتح العين ) لا مكان فيها للدين والتشريع الإلهي ,  والقاعدة العامة عند حكامها ومحكوميها ( لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ) ( ودع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ).

-الحرية في الدولة العَلْمانية ( بفتح العين ) مُطلقة في العقيدة وتغيير الدين ، والممارسات الجسدية والسلوكية الفردية والجماعية.

-في الدولة العلمانية البرلمان يبيح الشذوذ الجنسي و يفتي به بموافقة (51% ) من الأصوات ، ولا يستطيع منعه بمعارضة ( 49% ) من الأصوات – ( حدث ذلك قبل عقد الندوة بيومين حيث تزوجت رئيسة وزراء ايرلندا صديقتها ووافق البرلمان على ذلك وأباحه وشرعه ).

-يُقِرُّ العَلمانيون أن السياسة قذرة ولا أخلاق فيها وهي مصالح مادية ، والغاية تبرر الوسيلة، ويقولون للمتدينين الدين طاهر فلا تنجسوه بالسياسة وأبعدوه عن الحياة واعزلوه في المساجد ودور العبادة الطاهرة.

-الحرية ( الليبرالية ) مطلقة في الدولة العَلْمانية: ليبرالية في العقيدة، ليبرالية في السلوك، ليبرالية في الثقافة ، ليبرالية في الإعلام     ( عري – مشاهد جنسية ) ليبرالية في النقد والفن( الطعن في الله سبحانه وتعالى حرية وحق للمبدع) ، ليبرالية في التعليم ، تعليم الشذوذ الجنسي والممارسات الجنسية للمراهقين في التعليم العام المختلط.

-الإنسان في العَلْمانية حرُّ في بدنه وماله وسلوكه طالما لا يتعدى على حريات الأحرار مثله.

التقدم التقني في الدول السابقة:

-التقدم العلمي التقني لا يرتبط بنوع الدولة وعقيدتها فمصر القديمة كانت دولة دينية ومتقدمة تقنياً بطريقة متميزة.

-الدولة الأوروبية العَلْمانية ( بفتح العين ) متقدمة تقنياً وعلمياً الآن.

وأيضاً الدولة المدنية في الإسلام كانت متقدمة تقنياً وعلمياً وبنيت حضارة علمية قامت الحضارة العلمية التقنية الغربية عليها وعلى بقاياها التي سلمت من التدمير في إسبانيا والعراق.

-ثالثاً : الدولة المدنية في الإسلام:

في البداية نقول : هل في الإسلام دولة ؟!

يثبت التاريخ الطويل إن في الإسلام دولة بعناصرها التي حددها المختصون من الإقليم محدد الحدود ، والشعب ، والحاكم ، والدستور ، والحكومة.

فمن حيث الإقليم :

– أرسل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مَن حدد حدود المدينة المنورة ووضع علامات عليها.

– حفر الصحابة رضوان الله عليهم الخندق حول المدينة للدفاع عنها في موقعة الأحزاب.

– جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم عيوناً تحرس المدينة.

ومن حيث الشعب :

تكون شعب دولة الإسلام في المدينة المنورة من المهاجرين والأنصار واليهود وقد آخى المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.

– حددت صحيفة المدينة أن العلاقة تقوم بين اليهود والمسلمين على أساس المواطنة والدفاع عن المدينة والإنفاق المشترك.

-جعل الإسلام لغير المسلمين ما للمسلمين وأكثر ، وحمى الإسلام معتقداتهم وصلبانهم وأعيادهم، ودور عبادتهم، وتجارتهم حتى ولو كانت خمراَ أو خنزيراً يتداولونه بينهم ولا يروجون له بين المسلمين.

من حيث نواب الشعب:

– طلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة العقبة الثانية من الحاضرين من الأوس والخزرج اختيار نقباء عنهم فاختاروا بالاختيار الحر المباشر تسعة من الأوس وثلاثة من الخزرج وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لهم: ( أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي).(انظر كتابنا مواقف سياسية من سيرة خير البرية ص 19 ) .

من حيث الحاكم:

– حكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الدولة في المدينة المنورة.

– وعندما مات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حكم أبو بكر فعمر ثم عثمان فعلي رضي الله عنهم ، ثم حكم الخلفاء من بعدهم ، واستمر الحال على هذا إلى أن أُسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية .

من حيث سلطة الشعب:

حدد الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه سلطة الشعب وحقه في مناصحة الحاكم ومراقبته وإعانته ومحاسبته فقال في خطبة التنصيب:   ( وُليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإذا عصيت الله ورسولهُ فلا طاعة لي عليكم ) وقد نصحوه ونصروه وقاتلوا المرتدين معه.

– في غزوة بدر حدد الحبابُ بن المنذر موقع الجيش وغير الموقع الذي اختاره الحاكم وقال : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلُ أنزلكه اللهُ ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بل هو الرأيُ والحربُ والمكيدةُ ) وغير موقع الجيش

ووضع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم القاعدة النبوية العظيمة: ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ).

– وحددت صحيفة المدينة العلاقة بين المواطنين في دولة الإسلام وجاء فيها:

( هذا كتابُُُ بين محمدٍ النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم إنهم أمةُ واحدةً دون الناس )

– وبذلك وضعت تلك الصحيفة أساس المواطنة الصالحة في دولة الإسلام.

– وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

– وأن يهود بني عوف أمةُ مع المؤمنين ( وعدد باقي يهود المدينة ).

– على اليهود نفقتُهم وعلى المسلمين نفقتهم.

– وأن بينهم النصرً على من حاربً أهل هذه الصحيفة وهكذا باقي بنود الصحيفة.

– والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرسل السفراء وراسل الملوك والسلاطين وخاطبهم بالعظمة والتقدير والاحترام فقال : ( إلى كسرى عظيم فارس) ( إلى المقوقس عظيم القبط ) ( إلى النجاشي عظيم الحبشة ) وهذا أدب نبوي جم من رئيس دولة إسلامية إلى رؤساء دول غير إسلامية.

في الدولة المدنية الإسلامية لا يوجد رجال دين , بل علماء , وعلماء الدين يُستفتون ويُستشارون ولا يحكمون، فإنه لا حكم لعلماء الدين في دولة الإسلام كما أنه لاحكم لعلماء الفلك والطب والهندسة والزراعة وغيرهم ، بل يتكون منهم المجالس القومية الاستشارية المتخصصة للحاكم والدولة.

– يوجد فصل بين السلطات في الإسلام ، فقد عين الصديقُ الفاروقً قاضياً أثناء حكمه.

– أبقى الفاروقُ أهل الحلًّ والعقد معه بالمدينة كمجلس استشاري.

– فصل القاضي شريح بين أمير المؤمنين وحاكمهم سيدنا على رضي الله عنه ويهودي في درع للإمام وطلب القاضي من أمير المؤمنين سيدنا علي البينة ولما لم يستطع إحضار البينة وإثباتها حكم القاضي المسلم للمواطن اليهودي ضد أمير المؤمنين المسلم.

– العز بن عبد السلام قضى ببيع المماليك الحكام ونفذ ذلك.

– الإمام أحمد بن حنبل وقف ضد الحاكم في فتنه خلق القرآن.

– القاضي والفقيه أبو يوسف كتب وصية للرشيد فيها من الشواهد ما تبين حرية الفقيه والقاضي وقوته واستغلاله.

-الحلال ما أحله اللهُ ورسولهُ ، والحرامُ ما حرم الله ورسوله قال تعالى:    ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ[ التحريم (1).

وقال تعالى: ] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[ المجادله (1)

وقال تعالى: ]وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ[ الأنعام (52).

-عندما مات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال الصديق رضي الله عنه: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).

-قام في سقيفة بن ساعدة حوار مهم وعظيم وفي نهايته تم اختيار الصديق ، والبعض منا لايستوعب عقله هذا الحوار فينكره أو يُؤثمه.

-اختار الصديقُ الفاروقَ للحكم من بعده بعد استشارة أهل الحل والعقد ومجلس مستشاريه.

– واختار الفاروقُ سيدنا عثمان للحكم من بعده بلجنة المشورة بين أفراد الشعب.

-الإمام علي رضي الله عنه أبى إلاَّ البيعة في المسجد إنها طرائق مختلفة ، وأساليب مختلفة حسب الزمان والمكان وظروف الإنسان ( مواقف سياسية من سير شطء خير البرية، نظمي خليل أبو العطا موسى، جمعية الشورى الإسلامية : مملكة البحرين(ط1) (ص29) )

تغير الفتوى بتغير الإنسان والزمان والمكان:

فالإمام الشافعي رحمه الله غير الفتوى والمذهب بانتقاله من العراق إلى مصر بعدما شاهد تغيرَ الناس والبيئة ، والآراء العلمية ( مدرسة الرأي ) والثقافة السائدة.

-المرأة شاركت في بيعة العقبة ( أم عمارة وأم منيع ).

-أخذ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم  بمشورة أم سلمة في صلح الحديبية وأنقذت مشورتها المسلمين من الهلاك.

-المرأة دافعت عن حقها التشريعي ورفضت الظهار ، وجادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدها الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: ] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [ المجادلة (1).

-المرأة دافعت عن حقها الشرعي في المهر وراجعت الحاكم ( الفاروق ) عندما أراد أن يحدد حقها فيه فقال عمر: ( امرأة أصابت وأخطأ أمير ).

-الإسلام بنى دولة مدنية بمرجعية إسلامية في الحلال والحرام بالآيات قطيعة الدلالة والأحاديث النبوية الصحيحة.

نظام الحكم يتغير بتغير الزمان والمكان والإنسان مع ثبات الثوابت الأساسية:

الشورى أساس الحكم قال تعالى: ]وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ[ الشورى (38) ، وقوله تعالى: ]وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[ آل عمران(152)

العدل أساس الملك والحكم في الإسلام قال تعالى : ]وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) النساء (58). وقال تعالى: ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ[ النحل (90) وقال تعالى: ] وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[ المائدة (8).

الحرية حق لكل مواطن قال الفاروق رضي الله عنه: ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).

-خمارات وحظائر خنازير غير المسلمين أموال لهم مصانة في دولة الإسلام.

-إن هدم المسلم خمارة المسيحي وحظائر خنزيره عوًّض المسلمُ المسيحي عن ماله.

-إن هدم المسلمُ خمارة المسلم وحظائر خنزيره فلا تعويض عنها لأنها لا نعتبر مالاً في حق المسلم.

– ما يختاره الشعب ينوب عن الشعب ويولى عليه حدث ذلك في بيعة العقبة ، وفي سقيفة بن ساعدة ، وفي اختيار سيدنا عثمان وسيدنا علي رضي الله عنهما.

– لا أفضلية للإسلاميين على غيرهم إلا باختيار الشعب لهم ، وما دام المرشح لا ينكر معلوماً من الدين بالضرورة ويحافظ على أمن الوطن وأمانه.

– حددت المرأة صفات من يتولى العمل كما قال تعالى: ]قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ[ القصص (26) ، القوي في دينه ، القوي في بدنه ، القوي في أدائه ، القوي في علمه، والأمين على ما أوكل إليه.

– حدد سيدنا يوسف صفات أخرى تتناسب مع الوظيفة كما قال تعالى: ]قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم [ يوسف (55).

-والله تعالى يقول: ]الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[ البقرة(25)

-أخذ ذو القرنين بالأسباب كما قال تعالى: ]إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا _ فَأَتْبَعَ سَبَبًاً [ الكهف (85،84).

-الدولة الإسلامية قد تكون خلافة أو ملكية أو جمهورية ، أو سلطنة أو إمارة ، أو دولة ما دامت مدنية بمرجعية إسلامية.

-الدول العربية الحالية دول مدنية إسلامية ما دامت لا تفصل الدين عن الدولة ، ولا تحارب الدين.

-الطائفية والعنف والمذهبية ممقوته في دين الله.(انظر بحثنا تعايش وطن بلا فتن طائفية ومذهبية سبيل للوحدة الإنسانية )

– المسلمون يقبلون كل مواطن ما دام لا يحارب دين الله ، ولا ينكر معلوماً في الإسلام بالضرورة ولا يفسد في الأرض ولا يحارب الله ورسوله.

– إذا قامت دولة عَلمانية (بفتح العين) فلا مكان فيها للدينيين.

-إذا قامت دولة دينية فلا مكان فيها للعَلمانيين (بفتح العين) وباقي الدينيين من غير دينهم أو مذهبهم ، والمكانة فيها لرجال الدين.

إذا قامت دولة مدنية إسلامية فإنها تتسع للعَلمانيين ما داموا لا يقاومون الدولة بالقوة ، ولا يجاهرون بإنكار معلوم من الدين بالضرورة ، وهي تتسع لغير المسلمين وتحمي عقيدتهم ، وأماكن عبادتهم كما قال تعالى: ]وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا[ الحج (40)

الصوامع: معابدُ رهبان النصارى.

البِيعُ: كنائسُ النصارى.

الصلوات: معابد اليهود.

المساجد: للمسلمين.

قال تعالى: ]لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  [ الممتحنة (8) والبر يكون للوالدين والأرحام وهو من أسمى العلاقات بين البشر.

وقال تعالى: ] وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[ المائدة (8).

شَنَآنُ: شدة البغض.

وقال تعالى: ]وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [ الإنسان (8-9)

الحل هو: التعايش الوطني بلا فتن طائفية ومذهبية وعرقية ودينية في ظل دوله مدنية ، وحاكم مدني ، وحكومة مدنية ، ودستور مدني بمرجعية إسلامية في الحلال والحرام وفق الآيات قطيعة الدلالة والأحاديث النبوية الصحيحة ، وأمور الدنيا متروكة للمختصين فيها كل في مجال تخصصه.

-يحكم أهل الإنجيل  بما جاء في الإنجيل: كما قال تعالى: ]وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ _ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ _ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ _ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ _ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ _ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ _ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ _ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[ المائدة الآيات (43-50)

والمسلمون يحكمون بما قضى الله تعالى في كتابه( القرآن) وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ]فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ (النساء65)

-فلا دولة دينية في الإسلام.

-ولا رجال دين في الإسلام.

-ولا دولة عَلْمانية (بفتح العين) في الإسلام.

-ولا حكم للعَلمانيين بعَلمانيتهم في ديارنا الإسلامية.

-ولا حكم لعلماء الدين بأهوائهم في دولة الإسلام.

-علينا أن نعيش في كنف دولنا الحالية والمستقرة مع الإصلاح المدني ، والتطوير العلمي والتغير الإيجابي السلمي مع الحرية والعدالة ، والبعد عن التطرف والعنف والفساد والفتن المفضية إلى التنازع والفشل والقلق كي ننمي بلادنا كما قال تعالى: ]فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ _الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [ قريش(3،4)

– ] فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ[: أمن عقائدي وعقيدة صحيحة يُعبد فيها الله سبحانه وتعالى وحده دون شريك.

-] الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ[: أمن غذائي ذاتي يحفظ على الأمة حياتها وكرامتها وقرارها.

-] وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[: الأمن الصحي ، والأمن التقني ، والأمن التعليمي ، والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي , والأمن السياسي ، والأمن الداخلي والأمن الخارجي .

هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته